لا يخفاك أيها القارئ الكريم أن دعاة الوثنية إستعملوا الكلمة العظيمة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية وهي -أولياء الله- لتفريخ معبودات من دون الله كثيرة، قد لا يتصور في الخيال، ولا يخطر بالبال، وأجدني مضطرا إلى سرد قائمة فيها ضرائح من أنواع وأصناف من الجن والإنس والحيوانات وغير ذلك:
1= تفريخ الأولياء عن طريق جعل الميت الواحد له عدة مشاهد:
على سبيل المثال الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فإنه يدعى أنه مقبور في كربلاء، ولكن مصر مملوءة بالمشاهد الحسينية، وقد ذكر ابن تيمية كما في -المجموع 27/485-486- قائلا: فقد حدثني طائفة من الثقات عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي الغنوي المعروف بابن دقيق العيد، وطائفة عن الشيخ أبي محمد عبدالمؤمن بن خلف الدمياطي، وطائفة عن الشيخ أبي محمد بن القسطلاني، وطائفة عن الشيخ أبي عبدالله محمد القرطبي صاحب التفسير وشرح أسماء الله الحسنى، وطائفة عن الشيخ عبد العزيز الديريني، كل من هؤلاء حدثني عنه من لا أتهمه، وحدثني عن بعضهم عدد كثير، كل يحدثني عمن حدثني من هؤلاء أنه كان ينكر أمر هذا المشهد ويقول: إنه كذب، وإنه ليس فيه الحسين ولا غيره، والذين حدثوني عن ابن القسطلاني ذكروا عنه أنه قال: إن فيه نصرانيا، بل القرطبي والقسطلاني ذكرا بطلان أمر هذا المشهد في مصنفاتهما، وبينا فيها أنه كذب، كما ذكره أبو الخطاب بن دحية، وابن دحية هو الذي بنى له الكامل دار الحديث الكاملية. وعنه أخذ أبو عمرو بن الصلاح ونحوه كثيرا مما أخذوه من ضبط الأسماء واللغات، وليس الإعتماد في هذا على واحد بعينه بل هو الإجماع من هؤلاء، ومعلوم أنه لم يكن بهذه البلاد من يعتمد عليه في مثل هذا الباب أعلم ولا أدق من هؤلاء ونحوهم.
ومشاهد الحسين منتشرة في بلاد الأعاجم بكثرة كإيران وباكستان والهند وغير ذلك، وهناك مشاهد لرأسه رضي الله عنه، كما يوجد مشهد في سفح جبل الجوشن في غرب حلب، وتوجد أربعة في أماكن يزعمون أن فيها رأس الحسين.
•= الأول: دمشق. •= الثاني: الحنانة بين الكوفة والنجف. •= الثالث: بالمدينة عند أمه فاطمة رضي الله عنها. •= الرابع: في كربلاء.
ذكر هذا صاحب كتاب الانحرافات العقدية ص288 والمشاهد التي بنيت بإسم رأس الحسين رضي الله عنه كثيرة، ومعلوم أن هذا حصل من قبل الباطنية والرافضة، وهم تجار الكذب قديما وحديثا.
وليس تفريخ الأولياء عن طريق إفتراء أكثر من ضريح للشخص متوقفا على الحسين بن علي رضي الله عنهما بل قد حصل هذا في غيره، ولا يخفى عليك أن هذه القبور المتكاثرة المتباعدة للشخص الواحد زيادة في الدجل، وإمعان في المكر والخدع للمسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2= تفريخ الضرائح عن طريق وصية باني المسجد أن يدفن فيه:
لقد قام دعاة الدجل والخرافة بمطالبة أهل الخير ببناء المساجد، ثم بمطالبتهم أن يوصوا بدفنهم فيها إذا ماتوا، حتى صار الرجل يبني المسجد من أجل أن يُدفن فيه، وقال دعاة البدع والضلالات إنك إذا دُفنت في المسجد صرت من الأولياء وقرأنا عليك الفاتحة وذكرناك مع الأولياء، ولهذا كثرت الضرائح في المساجد، فلا يجوز أبدا الوصية بذلك، ولا يجوز التنفيذ لها بحال، والله المستعان.
3= تفريخ أولياء عن طريق دفن الحكام والأمراء والملوك في المساجد:
وهذا يحصل بكثرة، وغالب ما يكون من باب التزلف إلى الحكام من قبل القبورية، وأكثر ما يكون هؤلاء الحكام من أهل الظلم والجور.
4= تفريخ الضرائح التي تعبد من دون الله عن طريق ادعاء القبورية أنها رأت في المنام أن فلانا يطالب بضرب المقامات له وإقامة المشاهد:
وعلى سبيل المثال القبورية التي في مصر إدعت أنها رأت الحسين بن علي رضي الله عنهما يظهر لها ويقول: إبنوا لي هنا مشهدا، انظر ما قاله البسيوني المصدر السابق ص 28، وما أكثر ما بُنيت ضرائح باسم الرؤيا المنامية، وإدعاء هذه الرؤيا سهل جدا على أصحاب الدجل والمرتزقة، وإن كان الواحد قد رأى رؤيا فليعلم أنها رؤيا شيطانية لا يجوز قبولها فضلا عن تنفيذها.
5= تفريخ الضرائح عن طريق ادعاء رؤية النور في المكان الفلاني:
إدعاء أحد القبورين أنه رأى في المكان الفلاني نورا، فلا بد أن يكون ذلك المكان فيه ولي، فلا بد من بناء قبة له ومشهد من أجل أن يتبرك به، كما حصل ذلك كثيرا، ومن ذلك ما تقدم ذكره في قبر النبي أيوب عليه السلام.
7= تفريخ الأولياء عن طريق تقديس المجانين:
قد تستغرب أخي المسلم من هذا البند ولكنه حقيقة، ففي مصر وغيرها يقدسون المجانين ويكرمونهم لأنهم يدعون أن عقولهم محبوسة في السماء مستغرقة في التقوى، ولهذا يبقى بدون رقيب في شهواته، قال الشاعر الصوفي في هذا الصنف:
هم معشر حلوا النظام وخرقوا *** السياج فلا فرض لديهم ولا نفل
مجانين إلا أن سر جنونهم *** عزيز على أبوابه يسجد العقل
وقد أخطأ بعض رواة الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء»، فغيرت لفظة -فقراء- إلى لفظة -البله-، ولفظة البله من جهة سندها ضعيفة، لأنها من طريق مصعب بن ماهان وفيه ضعف، وفيها أحمد بن عيسى الخشاب وله مناكير، وأما من جهة متنها فكأنها من وضع الزنادقة، ومن المعلوم في ديننا أن الجنون سبب لرفع التكليف عن المجانين، فإنظر إلى الدجل القبوري كيف يفضلون المجانين على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، واعتبر بما كان مشهورا في اليمن حيث يدعي الدجالون أنهم رأوا الخضر، فإذا سئلوا كيف هو؟ فيذكرون أنه لابس ثيابا ممزقة متسخة، وإذا سئلوا أين رأيتموه؟ قالوا: في المزبلة، وقد ذكر لنا بعض الإخوة أن الأهدل الذي ضريحه في لواء إب كان مجنونا.
8= تفريخ الأولياء عن ادعاء القبورية أن الأولياء يسكنون في الآبار والكهوف وقمم الجبال، وغير ذلك:
فقد ذكر البسيوني في كتابه الألوهية في العقائد الشعبية ص 27، أن نمر بن سرحان عد ما يزيد على 583 بئرا في فلسطين تقدس لأن المشهور عندهم أن الأولياء يسكنونها، ويسكنون في غار حراء، وفي جبل الزيتون في لبنان، كما ذكر ذلك البسيوني في المصدر نفسه، كما يسكنون وراء البحر المحيط، وفي قمم الجبال.
9= تفريخ الأولياء عن طريق ادعاء القبورية للكرامات:
إن باب إدعاء الكرامات عند أصحاب الدجل باب واسع جدا، يستوعب أنواعا من الكفر والشرك، وأنواعا من الفساد، بل يأتي على الإسلام من أساسه، وإليك ما قاله البسيوني في كتابه الألوهية في العقائد الشعبية ص 44، قال: والقارئ للطبقات الكبرى للشعراني يجد صورا بالغة السوء لسلطان المتصوفة وما كان يحدث منهم من رذائل وكبائر تحت شعار الكرامات، حتى إن الناس فقدوا كرامتهم معهم، ويتحدث الشعراني -وهو من الغلاة المنحرفين المخرفين- عن الصوفية الذين تحرروا من أوامر الدين ونواهيه في العصرين المملوكي والعثماني، فالخواص والمتبولي والدشطوطي كانوا لا يقيمون الصلاة أبدا، وغيرهم كان يفعل الفاحشة على ملأ من الناس، وكانت فرق الأحمدية والبرهانية والقادرية وما إليها لا تلتزم أوامر الدين فتهمل الصلاة وترتكب الفاحشة، كما يعرض الشعراني في طبقاته ص39 صورة مزرية لنفوذ المتصوفة الكبار على المريدين والأتباع بعد أن فرضوه على السلاطين أنفسهم فخضعوا لأصحاب الولاية المزعومة وآمنوا بدجلهم وإستحالوا في أيديهم أداة هدم بصورة يعوزها العقل وينقضها الحس بالذوق السليم.
ولا يخفاك أخي الكريم مدى حرص زنادقة الصوفية على إنتشار هذه المفاسد، بل يفتخرون بها، ويوصون بها عند موتهم لكي تعمل عند الضرائح بعد مماتهم، وهي عندهم كرامات، ويا ويل من حذر منها أو طعن فيهم، وعلى سبيل المثال أحمد البدوي، الذي بلغ الشرك عند ضريحه عنان السماء، لو قرأت في كتاب الطبقات الكبرى للشعراني الوثني لوجدت أمورا كفرية، وقد نقل أخونا العلامة شمس الدين السلفي في كتابه الفذ جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية نبذة كبيرة من ذلك 2/741-752 ومن ذلك قول البدوي: أنه يرعى الأسماك في البحار والوحوش في القفار، قال وأحميهم من بعضهم بعضا، ألا أستطيع أن أحمي من يحضر مولدي؟ وادعاؤه للعلم والقدرة المطلقة أمر ملئت به الكتب، وهناك من يقول إن أحمد البدوي خرافة، ولا يوجد شخص في القبر الذي يُعبد في مصر، وإذا قرأت مقدمة كتاب شمس المعارف -وهو كتاب كفر وشرك بإتفاق العلماء- لوجدت مجموعة كثيرة من الزنادقة قد وافقوا على تأليف هذا الكتاب بإسم أنهم من أهل الكرامات.
فاحذر أن تقبل الكرامات إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة، وعلى يدي علماء الحديث الذين فضحوا أصحاب الجهالات باسم الكرامات، وأكرم الكرامات الإستقامة على دين الله قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62-63].
10= تفريخ أولياء من اليهود والنصارى والمجوس والأقباط والهندوس:
لقد هان على بعض المسلمين دينهم حتى صار من السهل عليهم أن يعبدوا ضرائح الكفار، وقد تستبعد أن يحصل من بعض المسلمين التوجه إلى قبور وضرائح دفن فيها كفار، قائلا: إذا كان الإسلام يحارب توجه المسلمين إلى قبور الأنبياء والصالحين فكيف يهون على هؤلاء أن يذهبوا إلى عبادة قبور الكافرين، ولقد ذكر صاحب كتاب الألوهية في العقائد الشعبية ص 29 قال: فعندنا قبر أبي حصيرة ذلك الولي اليهودي الذي إنكشف انتماؤه لليهود -فقط- بعد أن بدأ اليهود يترددون على قبره في عمق الدلتا، وقال في نفس المصدر: كما رأيت المسلمين في بعض المناسبات يرسمون الصليب على جباه المحسودين والمرضى، ويذهبون إلى الكنيسة ليستخرج لهم القسيس جنيا إستعبد أحدهم... ، وفي المصدر نفسه ذكر: أن بعض المسلمين في الهند يعبدون ضريحا من الهندوس عباد البقر، وفي المصدر نفسه ص 30 : وفي مصر يقصد المصريون المسلمون والنصارى على السواء كنيسة سانتا تريزا بشبرا للتبرك وقضاء الحاجات، وفي ص31 ذكر زيارة بعض المسلمين للضريح القبطي العجايبي بمنطقة المنيا، وفي إحدى قرى المنيا يذهب المسلمون إلى ضريح أبي ناعون وهو من الأصنام الفرعونية.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجموع 27/460 قائلا: وكذلك بدمشق الجانب الشرقي مشهد يقال إنه قبر أبي بن كعب، وقد اتفق أهل العلم على أن أبي لم يقدم دمشق وإنما مات بالمدينة، فكان بعض الناس يقول: إنه قبر نصراني، وهذا غير مستبعد، فإن اليهود والنصارى هم السابقون في تعظيم القبور والمشاهد....
وذكر بعض المؤلفين العصريين أن بوذيا كان يُعبد في الهند ثم تحول إلى ولي، وفي السودان عملت قبة على قبر الشيوعي يانغ تشي تشنغ في مدينة ود مدني، وفي الجزائر ضريح يعبده المسلمون ثم إكتشف أنه قبر مسيحي وجدوا عليه الصليب في قبره، وقد تقدم ذكر تحويل قبر نصراني في مصر إلى مشهد للحسين بن علي رضي الله عنهما، ولو تتبعنا هذا لطال بنا المقام ولكن ما ذكر فيه الكفاية.
11= تفريخ أولياء من الكلاب والحمير والخنازير وسائر الحيوانات:
إن عباد القبور لا يعافون شيئا، بل يجعلون لهم أصناما من أحقر أنواع الحيوانات كالكلاب والحمير، قال صاحب كتاب الألوهية في العقائد الشعبية: العقلية العامية إستباحت طواف حمار سيدي عبد العالي.... وقال: رأيت بعيني قبر كته شاه -الكلب البنغالي- ص29، وفي ص 22 قال: وقد حدثت عن حمير وكلاب يطاف حولها، وقال أيضا: رأيت بنفسي في بنجلاديش -دكا- مزارا لكلب يدعوه العامة هنالك -كته شاه- وهناك أيضا ضب وتمساح وسلحفاه تعد من الأولياء.
وذكر بعض المؤلفين العصريين أنه يوجد مقام الشيخ -خنيزير- بالقرب من عمان، وأصله خنزير بري قتله صياد، وذكر صاحب كتاب الانحرافات العقدية والعلمية ص300 أن البلدية في مصر عزمت على نقل ضريح من إحدى الطرق، ففوجئت أن القبر فيه عظام حمار. وذكر غير واحد من المؤلفين العصريين أنه يوجد حية في مصر تُنسب إليها المعجزات وتُعبد بكل أنواع العبادات.
12= تفريخ أولياء من الأشجار:
لا يخفى على من له اطلاع على أحوال المسلمين أن هنالك أشجارا يعتقد أهلها ولايتها ويقبلون عليها بالموالد وأنواع من الشركيات، قال صاحب كتاب الألوهية في العقائد الشعبية ص 126: وأهم النباتات التي يعتقدون ولايتها هي الأشجار الضخمة وأجذاع النخل، فإن هذه لو رأوها يقبلونها مثل تلك الشجرة التي تدعى الشيخة خضرة، فإن الزائر يجدهم يتبركون بها ويقبلونها فضلا عن ترك أثرهم عليها معلقا بمسمار، كما أن كل شجرة غليظة الساق يطلقون عليها سيدي الأربعين، وأغلب هذه الأشجار من الجميز، وكثيرا ما يقومون بعمل موالد لهذه الأشجار، وقال أيضا: "وفي مصر شجرة عتيقة في جهة المطرية يجئ إليها الناس مسلمين ونصارى ويتبركون بها، وهي المسماه شجرة العذراء، وذكر أمثلة أخرى لا يتسع هذا المختصر لبسطها.
13= تفريخ الأولياء عن طريق إدعاء أثر من آثار بعض الصالحين:
كحذاء أو عمامة، أو راية، أو مكان جلس فيه، أو نظرة نظرها، أو حجرة حملها، أو شجرة إستظل تحتها، فهذه تعظم بدعوى أنها أولياء، وعلى سبيل المثال ما ذكره الشيخ المجذوب قال: إن في اللاذقية حظيرة يقال إنها مدفن الفرس التي كان يركبها الولي المغربي... لا تزال حتى اليوم تزار وتبخر، انظر الانحرافات العقدية وكالحجرة النبوية المزعومة في حلب، المصدر السابق ص 278 وكالخرقة الصوفية التي تدعيها الصوفية، وغير ذلك.
14= تفريخ الأولياء عن طريق استخدام الزار الموطئ للرذيلة:
الزار هو شيطان من شياطين الجن، وكثيرا ما يستخدم الزار مع النساء، وهذا الزار هو الموطئ للرذيلة، يقوم هذا الزار بالتسلط على المرأة فيأتي أهلها الحمقى والجهال إلى ساحر من السحرة فيخبرهم أن الزار يطلب التحكيم، وطريق التحكيم هي أن يؤتى بمزمر وتقوم ترقص المرأة أمام الرجال وتحصل منها حركات غريبة من تكشف وتقلب أمام الحاضرين، والشيطان الذي فيها هو الذي يجعلها تصل إلى هذه الأحوال، فيتخاطب الساحر مع الشيطان فيتكلم الشيطان قائلا: أنا الخادم لفلان ابن فلان ويذكر الساحر الذي أرسله، أما العوام الحمقى فالساحر عندهم من أولياء الله أو من الأقطاب، أو أو... فينطقه الساحر قائلا: ماذا تطلب؟ فيطلب الزار -شيطان من الجن- أن يذبح له في رأس السنة مثلا، أو أن تتزين له المرأة بأنواع من الزينة، أو تزور فلانا الساحر في كذا وكذا، إلى غير ذلك، فيقوم الساحر من باب الدجل ويدعي أن الشيطان قد حكم وإحتكم ويجعله في خرقة أو حديد أو...، ويقال إن الجني فيها محبوس، هذه هي حقيقة الزار، ويصير هذا الجني مطاعا محترما تنفذ مطالبه رغبة أو رهبة، ويصير وليا لأنه خادم للقطب أو الساحر، وقد كانت هذه الجريمة منتشرة في اليمن وغيرها ولكنها قلت مؤخرا بحمد الله.
15= تفريخ أولياء عن طريق الأحجار:
لقد سفه بعض المسلمين عقولهم حتى بلغ بهم الأمر إلى عبادة الأحجار، وإليك ذكر مجموعة من الأحجار التي حازت عند الجهال ما لا يقدر عليه إلا الله، قال صاحب كتاب الألوهية في العقائد الشعبية ص130:
• حجر البحر: إذا استصحبه إنسان يركب البحر أمن الغرق.
• حجر القمر: إذا علق على شجرة أثمرت وينفع من الصرع.
• حجر المطر: إذا وضع في الماء تتغيم السماء وتمطر وربما يقع البرد والثلج.
• حجر رقوس: إذا تختم به الإنسان زال عنه الهم والحزن.
• حجر سبج: من لبس شيئا منه يأمن من العين.
• حجر سنليس: من إستصحب منه شيئا ولو وزن قيراط أو أقل لم يظفر به عدوه أبدا ولا يغلبه.
• حجر فرسلوس: إذا علقه إنسان لم يزل يتكلم بالحكمة مادام عليه ولا ينسى ذكر الله تعالى ليلا ولا نهارا، وينفع من عين السوء.
• حجر مغناطيس: إذا وضع في مكان بطل عنه السحر وهربت منه الشياطين.
• حجر مراد: تتبع الشياطين حامله ويعلمونه بما يريد.
• حجر يشب: من إستصحبه لم يغلبه في الحرب أحد ولا يحاجه أحد.
وفوق قبة البدوي حجر يدعى أن به أثرا لقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يوجد حجر يقدس في الجاهلية في نابلس بفلسطين، فلما قوي الجهل في الأمة أطلق عليه قبر الشيخ العمود، وهذه الأحجار قد يطلق عليها الأحجار الكريمة، وعلى كلٍ حذار حذار من الإعتماد على شيء من الأحجار باسم أنها كريمة، فكل هذا من الخرافة.
16= تفريخ الأولياء عن طريق بناء قبة وضرائح ليس فيها شيء:
فالقاعدة عند العوام إلا من رحمه الله هي -تحت كل قبة شيخ- فمن يسعى لجعل الدنيا مملؤة بالأولياء فلا يعجزه عن أن يقوم ببناء على هيئة قبة ويعمل لها شيئا من النورة والطلاء فتصير وليا، وإذا داوم هو مدة على التسريج والتبخير فذلك الختم على وجود ولي، وعلى سبيل المثال قبة ابن علوان في يافع العليا -المنارة- كانت تُعبد، وقد هدمت، مع العلم أن ابن علوان دُفن في يفرس قريب من تعز، ثم أخرج الإمام أحمد بن يحي حميد الدين رفاته من ذلك المكان وذهب به إلى تعز فوضعه في مكان مجهول، كما قام بهدم القبر وتغيير أبواب المسجد، وكان هذا سنة 1362هـ، ولا يزال السدنة يدجلون على الناس أن ابن علوان ما يزال في ضريحه، والأمثلة على هذه بالعشرات بل بالمئات، ويا ويل الناس المجاورين للولي المزعوم إن لم يقوموا بالزيارات والذبح والنذر، وما إلى ذلك من الشركيات، بل لقد إستطاع أعداء الإسلام عن طريق تفريخ الضرائح أن يستعمروا بعض البلدان عن طريق تفريخ أولياء لا وجود لهم، وإليك مختصر ما ذكر عنهم:
قال الشيخ أحمد الباقوري وهو يتحدث عن الوسائل التي يريد أن يستخدمها العدو لإستعمار البلاد التي يريد قال: وأخيرا إهتدوا إلى إقامة عدة أضرحة وقباب على مسافات في هذا الطريق، فأقبل الناس على القباب والضرائح، ظنا منهم أن فيها أولياء، نقلا من كتاب تحذير الساجد... ص162-163.
ومن خلال هذا الإيضاح يتضح لكل ذي عينين أن أولياء القبورية يختلفون تماما عن أولياء الله.
وخلاصة الكلام: أن قضية تفريخ الأولياء على مستوى العالم الإسلامي قضية لا حدود لها، فهي في إزدياد، وهي مثل حال الجاهلية قبل الإسلام، فقد كان الجاهليون كلما إستحسنوا شيئا عبدوه سواء كان شجرا أو حجرا أو غير ذلك، قال أبو رجاء العطاردي: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا به، أخرجه البخاري في صحيحه 8/ رقم 4376 كتاب المغازي.
وهؤلاء كلما إستحسنوا شيئا قالوا هو ولي، فالله المسؤول أن ينصر هذه الأمة على محاربة الشرك والخرافة، فمحاربتهم أهم من محاربة اليهود والنصارى.
الكاتب: محمد بن عبد الله الإمام.
المصدر: موقع دعوة الأنبياء.